يحيا العراق

ياريت اعرف اقول شيء

الاسم:
الموقع: بغداد, Iraq

كل يوم نتعلم

الخميس، شباط ٠٨، ٢٠٠٧

Don't Move

لن تستسلم للحر بعد الان.....أتخذت قرارها وانتهى الامر....السطح هو الحل.... في صيف العراق اللاهب والحرمان من الكهرباء يجب أن تبحث لنفسك عن الحل... والحل الذي وجدته كان السطح.... حرمها الحر من النوم لأيام طويلة فكلما أغمضت عيناها ايقظتها قطرات العرق التي تنغمر كسيول من كلها.... تنشف مانفذ من جسمها من قطرات العرق التي تكاد تغسل جسمها وتعاود محاولة النوم من جديد الذي لايطول عليها....
- قررت النوم على السطح
- أأنت مجنونة؟ كيف تجرؤين؟
-ومالحل؟ اريد ان أنام أكاد اجن من قلة النوم
- هذا ليس حلا
- هذا ماعندي
- وهل ستضمنين حياتك؟
- لن أطيل النقاش لقد حزمت أمري.... أذا أراد الله لي موتا بالاطلاقات الطائشة ليلا فهذا قدري سأجن أن لم أكتفي من النوم.... أفهموني أريد أن أنام....
لم تكن أمام الجميع أية وسيلة تجعلهم يمنعون هذه العنيدة رغم تعاطفهم مع حاجتها للنوم والعمل الشاق الذي تقوم به....
- طيب نامي على السطح الواطئ
- الجيران يشرفون عليه لن أتمكن من النوم براحة كما أنني لا أنوي النوم بحجابي!!!
صعدت تلك العنيدة للسطح بعد أن هيأت الفراش مبكرا وقامت بكل الاستعدادات للحدث التأريخي فالمسكينة لم تعرف النوم لأيام بسبب الحر ...وما أدراك ماحر العراق
قفزت للفراش .... يااااااااااااااااااااااه يالبرودته المنعشة ...صارت تغير من نومتها كلما ارتفعت درجة حرارة الفراش من تحتها لتشغل الجزء الفارغ منه فبرودته المنعشه تشعرها بنشوة ولا أجمل.....
أغمضت عيناها بسكينة عجيبة وبنشوة غريبة وكأنها تحتضن الحياة بتلك الاغماضة وتركت روحها تنساب متسللة للخروج بأمان وسلام مسلمة للنوم جسدها المرهق.... لم تكد تمر لحظات على تلك الأغفاءة الجميلة حتى تشعر بمن يلامس جسدها بشكل تدريجي من اصابع قدميها لقمة رأسها ملامسة رقيقة حانية مستنفرة كل حواسها فتصحو لتجده نسيما عذباً يدغدغ كل مافيها......
ياللـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه ما أرحمك.....
سحبت شرشفا قطنيا وغطت جسدها حتى لاتعاكسها الريح مرة أخرى .... وذهبت في أغفاءة لذيذة......
في عمق تلك الاغفاءة شعرت بشيء يحصل.... هل تحلم ؟! تحدث نفسها لا أريد حلما أريد الاستمرار فيما أنا فيه من غيبوبة عن الحياة واستسلام محبب.... لا أريد من يعطلني عن هذه الاسترخاءة السحرية.... تتدافع الحركة ... اي حلم هذا ؟!!! الأفضل أن أستيقظ لاضع حدا لهذا القلق....
تفتح عيناها لتجد بندقية مصوبة نحوها وشبحا يصرخ بها في ظلمة الليل:
DON"T MOVE

21 Comments:

Anonymous غير معرف said...

جميله جدا والله رغم بساطتها

عمر قناوي

٠٩ شباط, ٢٠٠٧  
Blogger ذو النون المصري said...

لحظات سريعه لكنها تكاد تحدث عن لحظات سريعه تقابلها في الواقع المعاش
تحياتي للجميع

٠٩ شباط, ٢٠٠٧  
Blogger ذو النون المصري said...

كتبت تعليق لكن مظهرش

٠٩ شباط, ٢٠٠٧  
Blogger ekraammalik said...

السلام عليكم

عمر: لماالتخفي وانت تزورني؟ شكرا لانك متابع واحسن مني

ذو النون المصري: فرحت بزيارتك والله .. اعتذر لعدم النشر بشكل اسرع لاني في الواقع لست متواجدة على النت بشكل مستمر ولا اعرف التكنولوجيا التي تمكن مدونتي بنشر التعليق بشكل مباشر اعتذر عن جهلي وعن تعطيلتك...
بس والله لن اكررها

١٠ شباط, ٢٠٠٧  
Blogger .:.-=- ELGaZaLy-=-.:. said...

لحظات...تصعب شعور بحق حينما تشعر بانك لست فى بلدك...بان الكون نفسة يعترض على وجودك وبقائك هنا

جميلة بجد اوى...

١٠ شباط, ٢٠٠٧  
Blogger tota said...

العزيزة اكرام

اقرأ كلماتك وتعليقاتك منذ وقت طويل بل اكاد اجزم انى اعرفك من كلماتك

قرأت التدوينة ولا اجدنى الا فى مواجهة طلب بسيط مثل النوم الذى يعز على عيون عراقية غاية مبتغاها نسمة رقيقة ونعاس

حتى النوم ملىء الجفون لا تناله العراق
وما اضعف المطلوب فى بلد لا حق فيها لطالب
لكى الله يا عراق ويا عراقية اوقفوها حتى للنوم

تحياتى

١٠ شباط, ٢٠٠٧  
Blogger ekraammalik said...

الغزالي محمد

هم يريدون ان يكرهونا في بلدنا... نتركه ونهجره بس والله لو قلعوا عيوننا وليس النوم فسنبقى على قلوبهم.... غلاسة بس

-----------------------------------

توتا

انا فرحانه بهذا الموضوع فقط بسبب تشريفك وتشريف ذو النون المصري فأول مرة تخطي افكاركم اعتابي...
بالمناسبة انا ازورك بين الفينة والاخرى واطلع على احوالك التدوينية

واطلع على تعليقاتك في عدد من المدونات وتستطيعي القول ان المعرفة متبادلة ....
اطلب من الجميع ان يدعو للعراقيين في العراق فلقد اصبحنا اقلية...حتى ان الفارين منهم هذه الايام الى البلاد العربية يجدون جدارا منيعا لمنعه من الدخول

خليها على الله

وشكرا على الزيارة

١٠ شباط, ٢٠٠٧  
Anonymous غير معرف said...

ادري قطعنا وصرنا واييييد نغيب
لكن الحقيقه تقول: اللي تحبه حيل يبقى داخل القلب دايم قريب

يا رب كوني عليهم بردا
وسلاما

١٢ شباط, ٢٠٠٧  
Blogger كلام لوجيك said...

اسمحيلى اهنئكى على مدونتك فى زيارتى الاولى ، وانشاء الله لن تكون الاخيرة
اسلوبك فى الكتابة رائع جدا وقد اعجبنى هذا البوست كثيرا
انتى ممكن تكتبى روايات وانا متأكد انك هتنجحى انشاء الله
لأن ليكى اسلوب جميل فى وصف الاحداث وسردها
وربنا يكون فى عونكم فى ظروفكم الصعبة دي
اللهم حرر العراق الاسير

خالص تحياتى ودمتى بالف خير

١٥ شباط, ٢٠٠٧  
Blogger ekraammalik said...

الآنينموس ابو علي

تعودنا على انقطاعك....

اهم شيء ان تكون بخير وسلامة وشكرا على الزيارة

تحياتي

١٥ شباط, ٢٠٠٧  
Blogger ekraammalik said...

الاخ سكاماكا نيوز

شرفت المدونة بزيارتك وشرفتني ورفعت معنوياتي بتعليقك ... ولو اني مافهمت اسمك بيني وبينك الا اني اريد ان اقول لك سرا وهو ان اكون كاتبة متخصصة كان واحد من اهدافي لما كنت صغيرة السن لاني اعرف ان عندي القدرة على ذلك وكبرت هذه الرغبة في المرحلة الاعدادية لما باشرت بمحاورة شعراء كبار بافكارهم وأراءهم بس محاورة غير معلنه وان اعلنت فبمستوى مدرسات اللغة العربيه اللواتي كن يقفن امام مم اكتب طويلا...الا انني بعد ذلك علمت ان زمننا يحتاج لمن يعمل لا لمن يتكلم لان ماشاءالله من امتهنوا الكلام اصبحوا كثر بلا حسد وازددت اصرارا عن الابتعاد عن الكتابة كلما تقدم الزمن بي...الا انني وجدت نفسي مجبرة على تفريغ ماتخمر في جمجمتي خوفا عليه من العفن وخفت ان يصيب العفن باقي اجزائي فجعلت هذه المدونة مكانا للتفريغ والتنفيس في نفس الوقت..
وياليتني اعرف ان اكتب كما كنت
لكنني فعلا نسيت
علما اني كتبت شعرا باللغة الانكليزية عن مأساة اطفال العراق ونشرته في احدى الصحف المحلية الناطقة بالانكليزية في ذلك الزمن وهو من ضمن اوائل منشوراتي في المدونة

وربنا يسهل

واشكرك جدا جدا على الزيارة والتعليق

تحياتي

١٥ شباط, ٢٠٠٧  
Anonymous غير معرف said...

الاخت الغالية اكرام
كما تعودنامنك دائما كلماتك تعبر عنا وعن معاناتنا في هذا البلد المسكين
لقد اعدت الي ذكريات الصيف الماضي بكل قسوتها والتي جعلتني اقرر ان لا اقضي الصيف التالي في بغداد لذلك سارحل

ادعوا الله عز وجل لك بالامن والسلامة
وتذكري دائما ان هناك من يحب ان يقرا لك لانه لا يجيد الكتابة مثلك
تحياتي
ضياء الخزرجي

١٥ شباط, ٢٠٠٧  
Blogger ekraammalik said...

عزيزي ضياء السلامة للجميع ورغم اني لن الومك على مغادرة بغداد في الصيف الا ان وحشتك ستكون كبيرة علينا

تحياتي

١٥ شباط, ٢٠٠٧  
Blogger lastknight said...

يالشجاعته هذا المدجج بالسلاح .. يواجه بمفرده خطرا داهما يهدد العالم الحر أجمع , بل و من فرط أقدامه و شجاعته يتجاهل السلاح الفتاك الذى تزود به الخطر .. فعلا شجاع هذا الجندى .. فقد واجه .. أنثى نائمه على السطوح .. و مزوده بشرشف قطنى .. وسام الشجاعه للبطل المغوار الذى واتته الجرأه لينطقها عاليه
don't move
و هاهو يحرر العالم و ينشر الديموقراطيه و حقوق الأنسان

١٨ شباط, ٢٠٠٧  
Blogger كلبوزة لكن سمباتيك said...

اسلوبك متسلسل و انسيابي شد تركيزي لاكمل المشهد

حزينة انا لضياع الامان
حتى في احلام البسطاء
تحياتي

١٩ شباط, ٢٠٠٧  
Blogger ekraammalik said...

فارس اخير
_____________
هناك من هو أكثر شجاعة من هذا الجندي
وعيش وشوف

كلبوزة لكن سمباتيك
____________________
شكرا على الاطراء .... عزيزتي انهم يحاولون سرقة الاحلام

تحياتي

٢١ شباط, ٢٠٠٧  
Blogger saso said...

ان تحرم وانت علي ارضك من ابسط حق ..حسن انك كنت رحيمة ببطلتك فقد خفت عليها من الموت ما بين سطورك

تحياتي

٢٧ شباط, ٢٠٠٧  
Blogger سيف من خشب said...

رغم بساتطها ورغم انها جميله اصابتنى بالحزن فلا نامت اعين الجبناء وعراقنا اسير بين انياب الانذال وبراسن العملاء وعذارها بين عذاب الحر وعذاب عدم الامن وعذاب اولائك الانجاس تحياتى سيف من خشب

٢٨ آذار, ٢٠٠٧  
Blogger سيف من خشب said...

رغم بسا تطها الا انها جميله واشعرتنى بالحزن على عراقنا الغالى لانه اسير بين براسن العملاء وانياب الاوغاد الانجاس تحياتى

٢٨ آذار, ٢٠٠٧  
Anonymous غير معرف said...

والله جميل الكلام لما يكون عفوي وحقيقي
رجاءا لا تتوقفي عن الكتابة
صار عندج جمهور يحبج
مدحت

٣١ تموز, ٢٠٠٧  
Blogger sherwan said...

فعلا انا سعيد كل سعادة لقراءة كتاباتك التي جعتلتني اعيش معك كا تلك اللحضات وكاني كنت هناك

١٨ أيار, ٢٠١١  

إرسال تعليق

<< Home

----------------------------------------------------- Counters
Counters